تعتبر البشرة في منطقة حول العينين أكثر مناطق الوجه تأثرا بالعوامل الخارجية للبيئة والجو أو الداخلية لوظائف الجسم كما أن حركة العيون المستمرة ورقة البشرة حول العيون (0.4 ملم) مع تواجد شبكة من الأوعية الدموية يجعلها منطقة حساسة جدا وسريعة التأثر بشكل كبير، لهذا يعتبر الاهتمام بهذه المنطقة مهما جدا للمحافظة على المظهر الصحي للبشرة، كما أن صحتها أحد الأدلة على الحياة الصحية الفرد.
لماذا تتكون الهالات السوداء حول العين؟
في البداية يجب أن نعلم أن لتكون الهالات السوداء تفسيرات مختلفة و منها أن الأوعية الدموية المحيطة بالعينين تتوسع ويزداد حجمها نتيجة إثارتها ( من الشمس أو الغبار أو الحساسية ... ) وبالتالي تصبح أكثر إثارة للميلانين ( المادة الصبغية بالجلد ) وبالتالي اسمرار المنطقة حول العين وفي بعض الحالات يكون نتيجة ظهور لون الأوعية الدموية ( الدم الوريدي ) تحت العينين بسبب شفافية الجلد في هذه المنطقة وهناك تفسيرات أخرى ، لذلك يمكننا تلخيص أهم العوامل التي تؤدي لتكون الهالات السواء كالتالي:
العامل الوراثي: نلاحظ في بعض العائلات أن كثيراً من أفرادها يعانون من هذه المشكلة ويعود السبب الرئيسي إلى أن البشرة حول العين عند هؤلاء تكون رقيقة جداً بالإضافة إلى افتقادها في كثير من الأحيان إلى الطبقة الدهنية ( تحت الجلد ) والتي تساهم في تغطية الأوعية الدموية لذلك يظهر لون الأوعية الدموية ( الدم الوريدي ) بشكل أكبر ويكون عندهم استعداد أكبر من غيرهم إلى زيادة سوء حالتهم بزيادة العوامل المؤدية إلى ذلك.
التعرض لأشعة الشمس: التعرض لأشعة الشمس يعمل على تحفيز إفراز مادة الميلانين ( من الخلايا الصبغية ) التي تسبب تصبغ البشرة كما أن التعرض لأشعة الشمس يعتبر أهم العوامل التي تؤدي لتسريع تقدم البشرة في العمر ، وبالتالي يجعلها أكثر رقة وأقل سمكا لتكشف عن لون الأوعية الدموية المحيطة.
التدخين: فالتدخين يقلل نسبة الأوكسجين المحمول في الدم نتيجة تنافس المواد السامة في الدخان ( المواد الكربونية ) لتحمل في الدم كما يعمل النيكوتين على انقباض الأوعية الدموية ويعمل الدخان الخارج من السجائر على إضعاف البشرة المحيطة بالعين ، مما يساهم في جفاف البشرة وتكون الهالات السوداء.
التغيرات الهرمونية: والتي تحدث أثناء الحمل أو الدورة الشهرية أو نتيجة استعمال بعض أنواع حبوب منع الحمل كلها تزيد من ظهور الأوعية الدموية المحيطة بالعين وتزيد من اضطراب إفراز الميلانين.
تقدم البشرة في العمر: فالبشرة كلما تقدمت بالعمر تصبح أرق وأقل سمكا يوما بعد يوم وبالتالي تصبح أكثر شفافية وبالتالي تصبح الأوعية الدموية أكثر وضوحا.
الأمراض التحسسية: حساسية الأنف المستمرة ، احتقان الجيوب الأنفية ، الربو، التحسس الشديد (الأكزيما) لمنطقة حول العين كلها عوامل تؤدي إلى احتقانات وكسل في الأوعية الدموية حول العين مؤدية لتكون الهالات السوداء حول العينين.
النظام الغذائي: تسبب بعض المشروبات وخاصة التي تحوي نسبة من الكافيين ( مثل القهوة، الشاي، المشروبات الغازية السوداء) لظهور الهالات السوداء كما يؤدي نقص الفيتامينات مثل a,c,e وبعض المعادن وخاصة الحديد (في حالات فقر الدم) إلى تكون هذه المشكلة.
الإرهاق: يعتبر إرهاق العينين أحد أهم الأسباب الشائعة والمسببة للمشكلة، فقلة فترات النوم أو اضطراب أوقات النوم مع السهر ووجود ضغوط مستمرة مع القلق والتوتر أو القراءة لساعات طويلة دون الراحة أو على ضوء خافت أو مشاهدة التلفاز أو استعمال الكمبيوتر لساعات طويلة أو عدم مناسبة النظارات الطبية، كلها تؤدي للهالات السوداء والانتفاخات.
العناية بالمنطقة حول العين:
تختلف أسباب الهالات السوداء وبالتالي تختلف طرق التعامل معها ، ولكن إليك بعض النصائح التي تساعد في تقليل المشكلة أو التخلص منها:
التأكد من مستوى الحديد في الدم، وخاصة للناس المعرضين لذلك (مثل الحامل أو في فترة المراهقة..) إذ يعتبر نقص الحديد أحد أهم الأسباب المؤدية للهالات السوداء ويمكن عمل اختبار بسيط لذلك يساعد في التأكد من المشكلة ، فالجلوس لفترة طويلة ثم القيام والشعور بدوخة مع عدم وضوح في الرؤيا قد يدل على نقص في الحديد أو ضعف في الدورة الدموية. ويمكن تعويض النقص بالوجبات الغذائية المتوازنة إذا كان النقص بسيطا أو استخدام الكبسولات التي تحوي الحديد لتعويض النقص إذا كان كبيرا ويمكنك استشارة الطبيب أو الصيدلاني في ذلك.
استخدام واقيات الشمس لتجنب الإفراط في إفراز مادة الميلانين من البشرة والتي تعتبر السبب الرئيس في تلون البشرة وسرعة تقدمها في العمر ، كما يمكن استعمال النظارة الشمسية في حماية العينين لتقليل الأثر الضار لأشعة الشمس.
القيام بالنشاطات الرياضية المنتظمة في الخارج ( إذا أمكن ) فالرياضة تساعد الجسم في الاحتفاظ بوظائف أفضل لأعضائه ويكفي 30 دقيقة في اليوم لمدة أكثر من أسبوع ليحس الإنسان بالفرق.
المحافظة على نظافة البشرة حول العينين بإزالة المكياج قبل النوم وتجنب مواد المكياج التي تحسس الجلد والمحافظة على رطوبة البشرة في حالة وجود جفاف.
عمل تدليك للمنطقة حول العينين (مساج) : أغلقي عينيك وبلطف اضغطي من طرف العينين بإصبعيك تحركي بها تحت العينين إلى زاوية العين الداخلية ثم عودي للخارج عدة مرات يوميا يساهم هذا التدليك في تنشيط الدورة الدموية حول العينين ويساعد عمل هذا التدليك بمواد زيتية مثل زيت اللوز أو البابونالج (مع تجنب ملامستها للعينين) في ترطيب وتغذية المنطقة حول العينين .
الابتعاد وتجنب العوامل التي تثير حساسية الأنف أو العينين عند الأشخاص اللذين يعانون من الحساسية باستمرار، وتجنب الحكة العنيفة حول العينين ، وغسلها بالماء البارد عند الإحساس بالتهيج.
المحافظة على تناول كميات كافية من الماء خاصة في الفصول الحارة التي يفقد فيها الجسم كميات كبيرة من الماء.
يمكن استعمال كمادات الماء البارد التي يمكن أن تحوي الشاي أو عصير النعناع ( لعشر دقائق ) كمادة قابضة تقلل من توسع الأوعية الدموية وتخفف من مظهرها.
المحافظة على نظام غذائي متوازن وفي حالة اضطراب النظام الغذائي باستمرار ينصح باستخدام الفيتامينات والمعادن المتوفرة في كبسولات بوصفة الصيدلي أو زيادة تناول الفواكة والخضروات مثل الجزر والحمضيات حبوب القمح.
الابتعاد عن التدخين وتجنب الجلوس مع المدخنين فالتدخين السلبي له أثر مماثل للتدخين.
في الحالات الوراثية والتي يصعب علاجها بالطرق العادية يلجأ الأطباء إلى إعادة الطبقة الدهنية التي تفقدها المنطقة تحت العينين لتغطية الأوعية الدموية كما يمكن استخدام الليزر في العلاج عن طريق استخدامها بترددات تؤدي إلى انقباض في الأوعية الدموية.
الحصول على النوم الكافي والذي تختلف عدد ساعاته باختلاف حاجات الشخص ومن المهم الاهتمام بنوعية النوم أكثر من الاهتمام بعدد الساعات فقط ، فالنوم في مكان هادىء معتم مع استرخاء الجسم والتنفس العميق له دور كبير في راحة الجسم العامة للقيام بواجباته.
وأخيرا الاهتمام بالصحة النفسية بالابتعاد عن أسباب التوتر والتفاعل مع الحياة بروح ايجابية مؤمنة ومتوكلة على الله -سبحانه- له أثر كبير جدا ليس على صحة البشرة فقط بل على صحة الجسم وحياة الإنسان التي يجب أن تكون سعيدة دائما.